لماذا تعد الرضاعة الطبيعية مفيدة لصحة الأم؟
الرضاعة الطبيعية هي أحد أكثر الأمور الطبيعية التي تربط الأم بطفلها منذ اللحظة الأولى بعد الولادة. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الرضاعة الطبيعية لا تعود بالفائدة فقط على الطفل، بل تؤثر بشكل كبير وإيجابي على صحة الأم الجسدية والنفسية. في هذا المقال الشامل، سنتناول الفوائد الصحية، النفسية، الهرمونية، وحتى الاجتماعية التي تجنيها الأم من الرضاعة الطبيعية، مدعومة بآخر ما توصلت إليه الأبحاث الطبية الحديثة.
المحتويات:
1. تسريع تعافي الأم بعد الولادة.
2. الوقاية من أمراض مزمنة وخطيرة.
3. تحسين الصحة النفسية ومحاربة الاكتئاب.
4. دعم الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها.
5. فقدان الوزن وحرق السعرات الحرارية.
6. حماية العظام والوقاية من هشاشتها.
7. تقليل النزيف الرحمي وتنظيم الدورة الشهرية.
8. فوائد اقتصادية ومجتمعية للأم.
9. التأثير الإيجابي على نوم الأم.
10. تأثير هرموني طويل المدى.
11. متى لا تكون الرضاعة الطبيعية ممكنة؟
12. نصائح مهمة للأمهات المرضعات.
أولاً: تسريع تعافي الأم بعد الولادة.
خلال عملية الرضاعة، يفرز جسم الأم هرمون الأوكسيتوسين، الذي يساهم في انقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بسرعة، ما يقلل من خطر حدوث النزيف الداخلي. هذا التقلص في عضلات الرحم يسهم أيضًا في طرد بقايا الولادة والمشيمة بشكل طبيعي.
ثانياً: الوقاية من أمراض مزمنة وخطيرة.
تشير العديد من الدراسات إلى أن الأمهات اللاتي يرضعن طبيعيًا يكنّ أقل عرضة للإصابة بما يلي:
سرطان الثدي والمبيض: الرضاعة تقلل من نسبة التعرض للهرمونات التي تعزز نمو الخلايا السرطانية.
السكري من النوع الثاني: خاصة لدى النساء اللواتي عانين من سكري الحمل.
أمراض القلب: الرضاعة تقلل من مستويات الكوليسترول الضار والضغط.
ارتفاع ضغط الدم والسمنة في مرحلة ما بعد الولادة.
ثالثاً: تحسين الصحة النفسية ومحاربة الاكتئاب.
تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في التأثير على نفسية الأم بعد الولادة. البرولاكتين والأوكسيتوسين يساهمان في تقليل التوتر وتحفيز الشعور بالاسترخاء والارتباط بالطفل، مما يقلل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وهو أحد أكثر الحالات شيوعًا لدى الأمهات الجدد.
رابعاً: دعم الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها.
الرضاعة ليست مجرد تغذية، بل هي لحظة تواصل عاطفي حميمية. تُظهر الدراسات أن الأمهات المرضعات يشعرن بارتباط أعمق مع أطفالهن، ما ينعكس على شعورهن بالرضا الذاتي والثقة في قدرتهن على تربية الطفل.
خامساً: فقدان الوزن وحرق السعرات الحرارية.
يستهلك الجسم طاقة كبيرة لإنتاج الحليب، حيث تحرق الأم ما بين 400 إلى 600 سعرة حرارية يوميًا خلال الرضاعة. هذا يساعد في التخلص من الوزن الزائد الذي تم اكتسابه خلال فترة الحمل، بشكل طبيعي وآمن.
سادساً: حماية العظام والوقاية من هشاشتها.
على الرغم من أن الرضاعة قد تسبب انخفاضًا مؤقتًا في كثافة العظام، فإن الدراسات تؤكد أن الكثافة تعود للارتفاع بعد الفطام، بل وتصبح أعلى من السابق، مما يقلل من خطر الإصابة بـ هشاشة العظام مستقبلاً.
سابعاً: تقليل النزيف الرحمي وتنظيم الدورة الشهرية.
الرضاعة تؤخر عودة الدورة الشهرية للأم بعد الولادة، خصوصًا إذا كانت الرضاعة حصرية، مما يمنح الجسم وقتًا أطول للراحة ويقلل من فقدان الدم والحديد. هذا يساعد في الوقاية من فقر الدم والإرهاق المزمن.
ثامناً: فوائد اقتصادية ومجتمعية للأم.
توفير مادي كبير من خلال الاستغناء عن الحليب الصناعي ومستلزماته.
راحة في التنقل والسفر، إذ يكون الحليب دائمًا جاهزًا وفي درجة الحرارة المناسبة.
تقليل زيارات الطبيب، بسبب انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض لدى الطفل، وبالتالي تقليل التكاليف على الأسرة.
تاسعاً:التأثير الإيجابي على نوم الأم.
تساعد الرضاعة الطبيعية على تهدئة الطفل بشكل أسرع، كما أن الهرمونات التي تُفرز أثناء الرضاعة تُعزز النوم العميق لدى الأم، ما يجعلها أكثر قدرة على التكيّف مع أوقات النوم المتقطعة.
عاشراً: تأثير هرموني طويل المدى.
تُعيد الرضاعة الطبيعية تنظيم التوازن الهرموني في جسم المرأة بعد الولادة، مما يساعد في:
استقرار الوزن.
تحسين المزاج.
تنظيم الخصوبة.
الحادي عشر: متى لا تكون الرضاعة الطبيعية ممكنة؟
رغم فوائدها، إلا أن هناك حالات صحية تمنع الرضاعة الطبيعية مثل:
إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية كفيروس HIV.
تناول أدوية غير آمنة.
وجود تشوهات خلقية عند الطفل تعيق المص.
في هذه الحالات، يجب استشارة الطبيب لاختيار البديل المناسب.
الثاني عشر: نصائح مهمة للأمهات المرضعات:
شرب كميات كافية من الماء يوميًا (2-3 لتر).
تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الحديد والكالسيوم.
الراحة قدر الإمكان والنوم عند نوم الطفل.
تجنب الكافيين الزائد والمشروبات الغازية.
طلب الدعم النفسي والعاطفي من الشريك أو العائلة.
خاتمة رشفة انوثة
الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل هي عملية تكاملية تعود بالنفع على الأم جسديًا ونفسيًا، وتساعدها على التعافي، الوقاية من الأمراض، وتقوية علاقتها بطفلها. إنها تجربة فريدة تستحق الدعم والتشجيع، وينبغي لكل أم أن تُمنح الفرصة لخوضها إن أمكن.